أهمية التخلية في شعبان
من أجل التحلية في رمضان
أحمد الشيبة النعيمي
كان من سنة نبينا صلى الله عليه وسلم الإكثار من الصيام في
شعبان ولا سيما في النصف الأول منه، وقد علل الني صلى الله
عليه وسلم هذا الصيام بأن شعبان شهر ترفع فيه الأعمال
السنوية ويحب أن ترفع أعماله وهو صائم، فحري بنا قبل رمضان
الحرص على أن تكون خاتمة أعمالنا السنوية خاتمة خير وبركة
وعامرة بالأعمال الصالحة، خاتمة نستثمر فيها أيام شعبان في
استقبال رمضان من خلال تجديد التوبة والاستغفار مع العزم
على التغيير.
والتوبة مطلوبة على الدوام من جميع المؤمنين (وَتُوبُوا
إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ
لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)
.. وهذه التوبة هي تطهير للنفس من الأدران وتندرج في سياق
التهيئة النفسية للعبادة في رمضان وتنسجم مع القاعدة
التربوية المعرفة عند علماء التربية الإسلامية التي تنص
على أن التخلية قبل التحلية، فليكن شهر شعبان هو شهر
التخلية وليكن رمضان شهر التحلية ولندرب أنفسنا على بعض
التحلية من خلال الحرص على صيام النوافل وتدريب أنفسنا على
قيام الليل ولو يسيراً منه للتهيئة للقيام الأكثر في
رمضان.
وشعبان ليس فقط شهر التخلية فهو أيضا شهر الاستعداد
للتحلية بالتخطيط لها والقراءة حول فضل رمضان، وتهيئة
الأبناء والجو الأسري لاستقبال الشهر الكريم، وما أحوجنا
للاجتهاد في التخطيط لأوقاتنا في رمضان في ظل الشواغل
الكثيرة التي تستنزف الوقت في المسلسلات والمسابقات وبرامج
التسلية ومواقع التوصل الاجتماعي وغيرها.
نسأل الله أن يبارك لنا في شعبان وأن يبلغنا رمضان ويعيننا
على استثماره في الأعمال الصالحة.
|