بسم الله الرحمن الرحيم

((يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ

 إِنْ يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقِيراً فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا

وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً)

 

 
 

 

 

 


*******

نداء إلى منظمات حقوق الإنسان

 والمجتمع المدنى

ما زالت الحكومة المصرية تواصل انتهاكاتها لحقوق الإنسان وأبسط المعانى الإنسانية، فبعد أن تم إغلاق مصادر الرزق لمئات الإخوان بحجج واهية وتهم باطلة، وخصوصا مع قرب عيد الأضحى، قامت إدارة سجن القاهرة للمحبوسين احتياطيا بمنع الأهالى والأبناء من زيارة آبائهم المحبوسين من الإخوان بالأمس الأربعاء (27/12/2006م)، بالرغم من وجود تصاريح للزيارة معهم ، وحقهم الطبيعى فى الزيارة بعد مرور 11 يوم من الحبس الاحتياطى، حيث جلسوا فى العراء والبرد الشديد من الساعة السابعة والنصف صباحا حتى بعد الساعة الثانية ظهرا، بحجة أن هناك تفتيش على السجن، ناهيك عن أن إدارة السجن سمحت لغير أسر الإخوان بالزيارة !!

هذا السلوك غير الإنسانى يضاف إلى طريقة الحكومة الاستبدادية فى التعامل مع معارضيها .

ونحن إذ نناشد منظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدنى التحرك للتفاعل مع هذه القضية الإنسانية، نطالب الحكومة المصرية ووزارة الداخلية بمراعاة الحقوق الآدمية لهؤلاء الشرفاء من أبناء الوطن .

المكتب الإعلامى

للمرشد العام للإخوان المسلمين

28/12/2006م

*******

رشاد محمد البيومي يسأل:

وماذا بعد؟!!

أستاذ الجيولوجيا جامعة القاهرة- عضو مكتب الإرشاد

تابعت أنا والكثيرون ما دار في الأيام الماضية تعليقًا على ما حدث في جامعة الأزهر.. وهالني ما توصلت إليه.. مقالات.. ومهاترات.. وتجنٍ فاضح.. واتهامات.. واعتقالات.. وأستطيع كما يستطيع كل متابعٍ أن يُصنف ردود الأفعال ومواقف الذين تصدوا لهذا الحدث إلى:

فصيل حاقد ذي خلفية سوداء.. متربص.. نهاز للفرص.. جاهز لأن يلتقط الهنات أو السقطات (إن وُجدت)، ثم يتعامل معها بكل أساليبِ التضخيم والمبالغة.. مع موفور الاستفزاز واستجلاب حكايات وقصص عفا عليها الدهر.. ثم ينتقل بعد ذلك إلى استعداء الأجهزة الأمنية لإعمال سطوتها وبطشها وجاهزيتها للاعتقال والترويع.. وتناسى هؤلاء المتغنون بالديمقراطية والمتشدقون بالحرية ما يدعون إليه ما دام هذا لا يخدم توجهاتهم ولا يساير نهجهم.

أما النوع الآخر فهو خليطٌ من المرتزقة وهواة الإثارة والاستمتاع بنفس الأكاذيب والضلالات.. وهؤلاء يدفع لهم فيكتبون ويزاد لهم فيشتغلون مألبين محرضين.. لا يهمهم إلا الكسب.. والكسب وحده.

 وننتقل إلى نوعيةٍ أخرى تعاملت.. شأنها في كل قضايا الوطن بالعقل والاتزان والتفكير المنطقي المتوازن فتعالت على الصغائر وتجاوزت عن الأخطاء غير المقصودة.. ووضعت مصلحة الوطن في مقامها المناسب وفي وضعها الصحيح.. وتعاملت مع الموضوع بقدره وطالبت بمحاسبة المسئولين عن دفع الطلاب إلى هذا الفعل غير المقصود به.. أي من تلك الاتهامات التي وصف بها بعد أن حرمتهم من كل حقوقهم في إبداء الرأي أو التعبير.

 ولكن يبقى الجمهور الصامت الذي حكمت عليه ظروف القهر والاستبداد أن يتلهى بحياته المعيشية التي يعانيها ويعانيها كل فرد في مجتمعنا.

 لم يكلف هؤلاء الذين ملأوا الدنيا صراخًا وصياحًا.. متباكين على مقدرات الأمة ومستقبلها.. أن يتعرفوا على ماذا جرى لهؤلاء الطلاب من بطشٍ وقهرٍ وضربٍ وبلطجة.. كل هذا سبقه حرمانٌ لهم من المشاركة في أية أنشطةٍ في الجامعة وحرَّض عليهم صنائع الأمن ومنافقوه.

 إن آخر ما تفتقت عنه أفكار القائمين على الأمر هو استقدام واستخدام البطلجية وإدخالهم إلى الجامعة مسلحين بالسيوف والجنازير تحت سمع وبصر الأمن وتحريضهم على أبنائهم الطلاب.

       يا هؤلاء.. اتقوا الله في أبنائكم.. ومدوا لهم أيديكم وافتحوا لهم قلوبكم وستجدون قلوبًا مفعمةً بالود والإخلاص والتقدير ونفوسًا ترعى الله ولا تعمل إلا له.. ويكفي أنَّ عددًا ملحوظًا من هؤلاء من أوائل الطلبة.

      ولا يكن حكمكم عليهم من خلال استعراضٍ قدموه.. وكانت عندهم الشجاعة الكافية.. عندما أحسوا بأن هذا الاستعراض لم يلقَ استحسانًا قدموا اعتذارهم لأساتذتهم.. ولإخوانهم الطلاب وإلى المجتمع المصري عامةً وأعلنوها دونما تردد أو خوف.

      أقولها لكم جميعًا.. ارفعوا أيدي الأمن عن الجامعة.. واتركوا الطلبة لأساتذتهم الذين يجلونهم ويقدرونهم ويحسنون التعامل معهم.

 وأقولها للمزايدين هل أنستكم هذه الصورة عمَّا يجري وينخر في جسد الأمة ويستشري فيها؟.. هل تناسيتم أن هناك عدوًا يتربص بنا ويذكي نيران الفتنة بين شعوبنا؟.

 ما أحوجنا أن نلتفت إلى مصالحنا القومية وإلى مشروعاتنا التي تزحف بل تحبو، وإلى شبابنا المغلوب الذي حطمته البطالة وتسللت إليه أدران المخدرات والممارسات الخاطئة.

القائمة السوداء

 لضباط التعذيب في مصر

جمعية المصرية لمناهضة التعذيب وجمعية المساعدة القانونية أصدرت قائمة سوداء تمهيدية بأسماء ضباط شرطة ممن سبق أو تجري محاكمتهم أو وردت أسماؤهم ببلاغات تتعلق بعمليات تعذيب أو قتل مواطنين داخل أقسام الشرطة ومقار الاحتجاز بأمن الدولة والسجون، كبداية لقائمة أطول تصدر قريبا وتضم أكثر من 600 ضابط حسب تأكيدات الجمعيتين العضوتين بالتحالف المدني الحقوقي المكون من 42 منظمة مناهضة للتعذيب..

وأسماء الضباط بالقائمة التمهيدية ...

الضابط محمد حسن راشد بسجن الزقازيق العمومي

والضابط وائل نور مسئول الملف الديني بجابر بن حيان والقائم علي عمليات تعذيب أغلب المعتقلين بالجيزة

والضابط أشرف صفوت بأمن الدولة بحدائق القبة والذي تجري محاكمته حاليا بتهمة قتل مواطن بعد تعذيبه

والضابط خالد الجارحي .

والضابط طارق عبد الفتاح بأمن الدولة بالوراق

 

بالإضافة إلي عدد من الضباط المفبركين للتنظيمات الوهمية والذين قاموا مؤخراً باختلاق تنظيم الطائفة المنصورة والذي جري تعذيب أعضائه علي أيديهم، وهم :

الضابط محمد هشام  (الشهير باسم أحمد حازم) .

وهشام هارون بأمن الدولة بالمعادي .

ومحمد عبد المنعم بلاظوغلي والأشهر بينهم الضابط الملقب بـ "الحمزاوي" . 

بالإضافة إلي المقدم محمد سالم مسئول الملف الديني بأمن الدولة بشبين القناطر والمتورط في عمليات اعتقال وتعذيب 10 مواطنين من أبناء القناطر وأبو زعبل في ديسمبر 2003..

========== 

نقلاً عن الكرامة

*******

شرعية وقانونية جماعة الإخوان

 قائمة وفقا للمحكمة

د . عاطف البنا - * أستاذ القانون الدستوري بجامعة القاهرة – في كلمته لحفل الإفطار السنوي 1425هـ للإخوان المسلمين.

    سوف أشير بإختصار إلي شرعية الإخوان المسلمين من الجهتين.

غني عن البيان أن الشرعية السياسية من الشارع من تأييد الناس ومثل هذا الاجتماع والحضور الإخواني في مصر كلها خير دليل علي أن الشرعية موجودة في مثل هذه الاجتماعات في مجلس الدولة نفسة عندنا عدد من الأعضاء من الإخوان المسلمين يزيد علي عدد الأحزاب كلها ولا أتحدث عن الحزب الوطني لأني لا أعتبره حزباً حقيقياً إذن مقولة عدم الشرعية أمر غريب سياسياً وهو نوع من العناد وأصحابه يعرفون أنهم غير صادقين فيما يقولون.

الشرعية القانونية ويصدر في إحدي دعاوي جماعة المسلمين تم حلها في الأربعينيات وفي الخمسينيات وبعد ذلك عادت إلي رشادها السلطة اعترفت بها وعاد لها مقرها وصحيفتها والاجتماع بها وحديث رئيس الدولة عنهم ثم عادت بعد هذا الوقف أو قرار إلغاء الجماعة .

رفعت دعوي أمام  مجلس الدولة والمحكمة رفضتها ( الدعوي لإلغاء قرار حل الجماعة ). والمحكمة رفضتها وبالتعبير القانوني الصحيح المحكمة رفضت قبول الدعوة .. لماذا؟ لأننا نحن نعرف ان الأحكام لها حجية ليس فقط منطوقها ولكن ما بنيت عليه من حيثيات .

قرأت الحكم ووجدت أمرًا مهماً ، المحكمة قالت بعدم القبول لأن الجماعة عادت وبالتالي قرار الحل انتهي وليس هناك قرار حل مطعون فيه – هذا هو الحكم من ظاهرة ، رفض وعدم قبول الدعوي لعدم وجود قرار إداري بحل الجماعة.

وهذا هو الموقف الذي قضي به مجلس الدولة وحكم نهائي وحكم بات وأحكام القضاء فوق السلطة التنفيذية بل فوق السلطة القضائية ويجب أن يحترم الجميع القانون، وليس هناك حل لجماعة الإخوان المسلمين.

 

الملاحظة الثانية أنه ليس هناك مانع قانوني ولا دستوري إطلاقاً من قيام أحزاب مرجعيتها إسلامية طبعاً ليس هناك مانع من قيام جماعات ثقافية واجتماعية اسلامية ومسيحية......  إلخ.

    ليس هناك أي مبدأ أو أي نص دستوري أو حتى قانون يمنع من قيام أحزاب لها مرجعية إسلامية بتقدم برنامج وكل حزب يميني يساري أيديولوجيته علماني.... إلخ، يقدم برامجة وفكرة علي أساس مرجعيات معينة بقي لما أقدم حزب علي مرجعية إسلامية والدستور يقول أن الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع ويتحدث في نصوص كثيرة الأسرة أساسها الدين والوطنية.......... إلخ ، لا يوجد مايمنع في الدستور من قيام أحزاب لها مرجعية إسلامية.

    يأتي قانون الأحزاب والقواعد التي وضعها طبعاً وضع قواعد كثيرة كثيفة إنما حتي النص المتعلق بعدم قيام أحزاب علي أساس ديني أو علي أساس تمييز ديني هذا لا يمنع من قيام أحزاب لها مرجعية إسلامية.

الأمر الأول أن الدستور فوق القانون

الأمر الثاني أن حتى هذا القانون تفسره ومجمع عليه رجال القانون والمنصفين أنه بمنع أن تقدم أحزاب للتمييز.

    ولا تقبل مثلاً فيها غير المسلم أما حزب ونحن جميعاً مفيش في حضارة وقيم إسلامية مسلمين وغير مسلمين حضارة إسلامية شارك فيها المسلمين وشارك فيها الإخوة الأقباط وغيرهم علي مدي التاريخ لما يبقي أحزاب المرجعية بدل من قوانين أصلها فرنسي أو غيره أنا بقول مرجعية قوانين تبقي من قيمي وتقاليدي ومن هذه التقاليد من الناحية النظامية كنظام لا أتحدث عن العقيدة لأن حرية العقيدة مكفولة في الإسلام إنما رأينا بعض الأحزاب تقدم برنامجاً أو البعض يعد مشروع قانون لا يتعارض مع مبادئ الإسلام المقولة المغلوطة أن القانون يمنع، القانون لا يمنع طبعاً.

*******


الشريط الإخباري.... الشريط الإخباري... الشريط الإخباري.... الشريط الإخباري.... الشريط الإخباري.... الشريط الإخباري

 

- أموال الإخوان المصادَرة بالملايين والأمل في استردادها ضعيف وليس مستحيلاً

- غلق دور النشر يعطي دور النشر الأجنبية نصيب الأسد في معرض الكتاب

      حمَّل خبراء الاقتصاد النظامَ المصريَّ مسئولية انتشار البطالة، واتهموه بمحاربة الأُسَر المصرية في أرزاقها، مؤكدين أن الإجراءات التي اتخذتها أجهزة الأمن المصرية ضد عدد من دور النشر الإسلامية والشركات الخاصة لا تهدف إلا إلى زيادة معدلات البطالة؛ حيث أدى غلق هذه الشركات إلى تشريد مئات الأُسَر التي لم تجِدْ لها مكانًا في شركات الحكومة، وأكدوا أن مثل هذه الإجراءات تؤدي إلى هروب رؤوس الأموال والمستثمرين العرب والأجانب من مصر، طبقًا للقاعدة المعروفة بأن رأس المال جبان ويبحث عن الاستقرار، وهو ما لا يتحقق في مثل هذه الأجواء ومع هذه التصرفات.

ولعل ذلك يدفع إلى التساؤل عن الآثار الاقتصادية لغلق هذه الشركات ودور النشر ومصادرة الأموال، وما يتحمله الاقتصاد المصري جرَّاء هذه الأفعال والتي يدخل تحتها الاعتقالات والحبس الاحتياطي بدون مبرر، وهل هذا يكلف الدولة أعباء اقتصادية أخرى؟ و مصير الأموال والمنقولات التي تصادرها الحكومة من الأشخاص والهيئات؟ وأين تذهب؟ وهل لأصحابها حق في استردادها؟:

      في البداية يؤكد د. عبد الحميد الغزالي- أستاذ الاقتصاد السياسي بجامعة القاهرة- أن تصرفات الأمن المصاحِبة لعملية الاعتقال، سواءٌ بسرقة أجهزة الكمبيوتر والأموال والممتلكات أو غلق دور النشر أو بعض الشركات يؤثر بالسلب على أداء المؤسسات الاقتصادية، فضلاً عن الخسارة المادية المباشرة للشخص الذي سُلبت منه هذه الممتلكات، ومع تكرارها وتراكمها نجد أنها قد تصل إلى أرقام كبيرة جدًّا.

      مشيرًا إلى أن النفقات التي ينفقها النظام على الأمن المركزي والسجون، والمعتقلات، والحبس، هي نفقات لا يُستهان بها، مع الوضع في الاعتبار أن المعتقلين هم من خيرة أبناء هذا الوطن، ومنهم الأطباء والمهندسون والمدرسون والمحامون، وبوضعهم خلف القضبان يتم حرمان الوطن من خدماتهم الجادَّة في تخصصاتهم المختلفة.

 

ويضيف الدكتور حمدي عبد العظيم- الخبير الاقتصادي ورئيس أكاديمية السادات سابقًا- أن أي حالات قلق أو توتر أمني أو اعتقال يعطي فكرةً سلبيةً عن مناخ الاستثمار في الدولة؛ لأن المستثمر يبحث عن دولة مستقرة سياسيًّا لا يوجد فيها قوانين استثنائية، وبالتالي فهو يخشى من المخاطرة بأمواله في هذا البلد ويبحث عن دولة أخرى، مشيرًا إلى أن الاستثمار يتردَّى في أي دولة يوجد بها اضطراباتٌ سياسيةٌ.

وأكد عبد العظيم أن غلق عدد من دور النشر الإسلامية وبعض الشركات الاقتصادية مسألة سياسية بالدرجة الأولى، وبالتالي فإن الدولة لا تنظر إلى أي اعتبارات أخرى، سواءٌ اقتصادية أو اجتماعية أو غير ذلك .. موضحًا أن هذا الفعل أيضًا يؤثر بالسلب على انتماء المواطنين وعلى الأنشطة الاستثمارية في البلد.

 

أما عبد الحافظ الصاوي- الباحث والخبير الاقتصادي- فيؤكد أنه من الأدبيات الاقتصادية أن رأس المال جبان، سواءٌ كان استثمارات محلية أو دولية، وإذا كانت الدولة تسعى لجذب الاستثمارات فلا بد من إعمال دولة القانون؛ بحيث إنه إذا كانت هناك أي ممارسات خاطئة فتمر بالطريق القضائي بما لا يقترب من رؤوس الأموال؛ لأن هذا يؤثر على المناخ العام الاستثماري ويشوِّه مناخ الاستثمار في مصر بشكل عام.

 وأكد أن الخسائر الاقتصادية المترتبة على غلق عدد من دور النشر والشركات خسائر فادحة وكبيرة؛ لأنها تؤثر بشكل مباشر على مصدر رزق مئات الأُسَر، بل تمتد لتشمل الآلاف؛ لأنها تشمل قطاعًا كبيرًا يعمل على إنتاج المنتج في صورته النهائية، سواءٌ الطباعة أو التوزيع أو غيرها، مضيفًا أن هذا قد يدفع الناس إلى البعد عما يسمَّى بالقطاع المنظم والعمل في القطاعات غير المنظمة، الأمر الذي قد يؤثر بشكل كبير على الاقتصاد العام للبلد. . وكشف الصاوي عن بُعد آخر للخسائر المترتبة على غلق دور النشر، خاصةً مع قرب انعقاد معرض القاهرة الدولي للكتاب، وهو منح فرصة لدور النشر الأجنبية لسدِّ الفجوة التي كانت تمثلها هذه الدور في المعرض، الأمر الذي يترتب عليه خروج أموال مصر للناشر الأجنبي؛ مما يشكِّل ضررًا آخر على الاقتصاد القومي.

 

أموال بالملايين

وحول مصير الأموال الباهظة التي تصادرها قوات الأمن من بيوت وشركات الإخوان المسلمين وأين تذهب وهل يمكن استردادها مرةً أخرى أصحابهاا؟

يؤكد عبد المنعم عبد المقصود (محامي الإخوان المسلمين) أن هذه الأموال لا يتم استردادها أو استرجاعها حتى لو دفع صاحب الأموال كفالةً وخرج، وأن هذه الأموال تظل موجودةً بالمحكمة لا يتم التصرف فيها.. بمعنى آخر تظل هذه الأموال رهن الاعتقال مدى الحياة حتى لو خرج أصاحبها من المعتقل!!

       وعندما سألناه عن السبب في ذلك؟ قال عبد المقصود: إن قضايا الإخوان المسلمين سياسية وليست قانونية، وبالتالي لا يتم إعمال القانون فيها ولا يكون القانون فيها هو الغالب، وتخضع مثل هذه القضايا للمواءمة والظروف السياسية، مشيرًا إلى أن هذه القضايا لا يتم التصرف فيها، لا بالحفظ ولا بالإحالة للمحكمة ولا بإقامة الدعوى، مثل أي قضايا أخرى، وقدَّر عبد المقصود هذه الأموال بالملايين الكثيرة التي تحتاج إلى وقت كبير لحصرها!!

*******

الدكتور حبيب : الاعتقالات قنبلة دخان لصرف الأنظار عن التعديلات الدستورية ..

وتمويل الإخوان من جيوب أعضائها وليس من الشركات .

- ضياء رشوان : ضربات الحكومة للإخوان محاولة لتحجيم رد فعل الإخوان إزاء التعديلات الدستورية .

بينما لم يمر أكثر من أسبوعين على التهمة التي وجهتها النيابة العامة في مصر، بالإرهاب، وتشكيل ميليشيات عسكرية لجماعة الإخوان المسلمين ، في سابقة تعد الأولى من نوعها، عادت النيابة مساء الأحد لتوجه تهمة أخرى غريبة وعجيبة ، بعد أن وجهت للأستاذ حسن مالك الذي ألقي القبض عليه قبل يومين وثلاثة آخرين من قيادات الجماعة تهمة " غسيل الأموال " بمعنى الإتيان بأموال غير معلومة المصدر وتشغيلها للإنفاق منها على تمويل الإخوان .. وكشفت مصادر أن النيابة العامة قامت بضم مجموعة مالك إلى قضية نائب المرشد العام المهندس خيرت الشاطر، التي تضم 140 متهما والمعروفة باسم قضية ميليشيات الأزهر التي تم القبض على المتهمين فيها قبل نحو أسبوعين عقب العرض الرياضى الذي نفذه طلاب الإخوان بجامعة الأزهر قبل عدة أسابيع

          وفي تعليقه على الموقف، قال الدكتور محمد حبيب نائب المرشد العام للإخوان المسلمين ان محاولات الحكومة استهداف أملاك أعضاء الجماعة أمر مرصود منذ سنوات، نافيا أن يكون ما يحدث يمثل توجها جديدا من الدولة تجاه التعامل مع الإخوان ... فيما أوضح أن هذه مجرد شركات صغيرة لا علاقة لها بتمويل الجماعة، لافتا إلى أن تمويل أنشطة الجماعة يتم عبر تبرعات الأعضاء ومن مالهم الخاص.

وأكد د . حبيب أن الجماعة تتعامل مع هذه الضربات كما تعاملت مع سابقتها بشكل هادئ ومدروس، مشيرا إلى أن سيناريوهات الانفعال والتصعيد غير مرحب بهما من الجماعة على الإطلاق، مستبعدا أن تتأثر الجماعة بهذه الممارسات.

ووصف د. حبيب ممارسات الأمن ضد الجماعة بأنها قنابل دخان يطلقونها لتمرير التعديلات الدستورية التي تشير كل المعلومات إلى أنها ستكون بعيدة عن مطالب ورغبات المواطنين ... مؤكدا أن الحملات التحريضية ضد الإخوان ستبوء بالفشل كما حدث مرات كثيرة.

 

أما ضياء رشوان، الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية، فإنه لا يرى تصعيدا كبيرا في المواجهة بين الأمن والجماعة، وقال ان ما يحدث هو تغيير في التكتيك والأدوات ضمن استراتيجية التعامل مع الإخوان.

وأوضح رشوان أن الدولة تحاول ضمن سياسة تغيير إدارتها ترهيب الإخوان بتهم جديدة مثل الإرهاب والتمويل وغسيل الأموال، لإرباك الجماعة وحجبها عن إعلان مبادرات مهمة، والدخول في تفاعلات سياسية مهمة، ووضع الإخوان في موضع الدفاع عن النفس.

وربط رشوان بين الحملة ضد الإخوان والتعديلات الدستورية التي ينظرها البرلمان، وقال إن هذه التعديلات غير مرضية، وعلى الأغلب هناك محاولة لوضع الإخوان في ركن معين لتحجيم ردود فعلهم تجاه هذه التعديلات بحيث تصبح الجماعة ورد فعلها رهينة هذا الموقف، محذرا من تغيير الإخوان سياستهم بحيث يتم دفعهم لتصعيد موقفهم نحو توجه عنيف.

 

د. محمد عمارة: القمع لمواجهة التيار الإسلامي يزيد من جذوره الشعبية

د. أبو الفتوح: النظام يريد التغطية على التعديلات الدستورية المرتقبة

 

ويرى الدكتور محمود عزت- الأمين العام للجماعة- أنَّ ما حدث رغم بشاعته إلا أنه كان متوقعًا في ظل نظام فقد صوابه وأصبح يدعي الإصلاح وهو أبعد ما يكون عنه، وأضاف: إنَّ هذه الاعتقالات ليست جديدةً، بل تجاوزت الدولة في ذلك من خلال المحاكم العسكرية والمحاربة في الأرزاق بالإضافةِ لما صحب ذلك من إهدار لمقومات هذا الوطن، ولفت د. عزت النظر إلى أن الجديد في هذه الحملة الشرسة هو التوافق غير العادي بين المشروع الصهيوني الأمريكي والتضييق على الإخوان بصفتهم روادًا لهذه الأمة، مشيرًا إلى أنَّ الأمن اعتدى على المصروف اليومي لبيوتِ العاملين في هذه المؤسسات، وأبدى الأمين العام للجماعة تعجبه مما حدث متسائلاً: كيف يتم ذلك رغم انتهاج الإخوان المنهج السلمي منذ نشأتها؟، وهي جماعة لها جذور عميقة في المجتمع المصري والعربي والإسلامي والعالمي، وأرجع ما حدث لشعور القوى الاستبدادية بالاستعلاء، وتخيلها بأنه لا توجد قوى غيرها في ظل غياب تام للحريات وتفشي الفساد في كل مؤسسات الدولة بلا استثناء.

 

ويضيف الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح- عضو مكتب الإرشاد- أن ما جرى جزءٌ من الحملة العامة لمواجهة قوى المعارضة وتحجيمها للمشاركة في الاعتراض على التعديلات الدستورية التي يقوم بها النظام سرًّا بعيدًا عن المجتمع بأكمله، واعتبر الدكتور أبو الفتوح ما حدث ردةً عن الإصلاح والديمقراطية من أجل تمريرِ التعديلات الدستورية المرتقبة والتي تهدف إلى إلغاء الإشراف القضائي على الانتخابات وإصدار قانون للإرهاب وتقييد الحريات العامة من أجل تعميق الاستبداد والانفراد بالسلطة وتقليم أظافر المعارضين للسلطة.

 

عدوان على الحرية

وبعيدًا عن رأي الإخوان فإن المفكرين وخبراء السياسة يرون في الاعتقالات الأخيرة وغلق دور النشر اعتقالاً للفكر والإبداع، فمن جانبه يرى المفكر الإسلامي الدكتور محمد عمارة أن أي عدوان على الحرية الشخصية أو الفكرية في بلد مثل مصر يعتمد التعددية السياسية والفكرية ويترك العنان لحرية الفكر العلماني، إنما هو تمييز يأباه القانون وترفضه شرائع حقوق الإنسان، مطالبًا أن يكون التنافس الفكري والسياسي تنافسًا شريفًا بين كل التيارات من أقصى اليمين لأقصى اليسار، وأن يكون القانون والقضاء الطبيعي النزيه هو الحكم في أي خلافٍ ينشب بين تياراتِ الفكر أو أي تياراتٍ أخرى... ويؤكد أن استخدام القمع في مواجهة التيار الإسلامي سواء أكان سياسيًّا أم فكريًّا يزيد من جذوره الشعبية والسياسية، مشيرًا في ذلك إلى الخبرة التاريخية والمحن التي تعرض لها التيار الإسلامي في مصر واحدة تلو الأخرى على مدى أكثر من 6 عقود والتي لم تزده إلا انتشارًا وتجذرًا في الوقت الذي تغدو فيه التيارات المدعومة من الدولة هامشية وضعيفة.

وينصح د. عمارة مَن يقومون باستخدام القمع ضد التيار الإسلامي في مصر أن ينظروا إلى هذا التاريخ ويتمعنوا في نتائجه، مضيفًا أنه ليس من مصلحة الحياة السياسية الفكرية الكيل بأكثر من مكيال.

*******

 

أحمد أشرف..

صاحب الابتسامة التي غيَّبها المعتقل

المهندس أحمد أشرف من الشخصيات التي تتسم بالهدوء والطيبة، ومنذ أن تشاهده حتى ولو كان ذلك لأول مرة فلا بد وأن ترتاح إليه، فله ابتسامة جميلة كفيلة بجذب أي إنسانٍ إليه، إلا أن هذه الابتسامة غيَّبها المعتقل؛ حيث اعتقلته قوات الأمن ضمن المجموعة الأخيرة للإخوان والتي عُرفت برجال الأعمال، وأحمد أشرف يعمل مديرًا لدار التوزيع والنشر الإسلامية، ويبلغ من العمر خمسين عامًا، وهو حاصل على بكالوريوس زراعة، قضى أكثر حياته العملية في العمل في دور النشر الإسلامية، بدءًا من مجلة الدعوة، ومرورًا بشركة سفير وانتهاءً بدار التوزيع والنشر الإسلامية، والتي استمرَّ في العمل بها لعدة سنوات.

 وله سبعة من الأبناء، وهم على الترتيب: هبة الله الحاصلة على ليسانس أصول الدين وتدرس حاليًا بتمهيدي ماجيستير، ثم إسماعيل في نهاية تعليمه الجامعي، ويحيى في المرحلة الجامعية أيضًا، أما مريم فهي في المرحلة الثانوية بينما شقيقتها روضة في المرحلة الإعدادية، وأخيرًا التؤم إيمان وولاء بالصف الثالث الابتدائي.

      وعندما ذهبتُ لأسرته وجدتُ صبرًا وثباتًا ليس من الزوجة فقط، وإنما من الأبناء أيضًا، وهذا لا يمنع بالطبع أنَّ الحزن والتأثر بغيابِ ربِّ الأسرة كان واضحًا على كل أفراد الأسرة، وعندما سألتُ زوجته عمَّا حدث قالت لي إنها ليست المرة الأولى الذي يتم فيها اعتقال زوجها؛ حيث تمَّ اعتقاله العام الماضي ولمدة ثلاثة شهور إثر أحداث الاستفتاء والتي لم يكن له أدنى علاقة بها.

 

وعندما سألت ابنه الأكبر إسماعيل عمَّا حدث، أخذ يروي لنا بانفعالٍ وقائع الاعتقال قائلاً: اتصل بنا أحد الجيران المقابلين لأحد فروع دار التوزيع في الساعة الثانية بعد منتصف الليل وأبلغونا بوجود عددٍ من الأشخاص الذين يحاولون اقتحام مقرِّ الدار ويعملون على كسر الباب، وأنهم حاولوا أن يستفهموا منهم مَن هم؟ ولماذا يفعلون هذا؟ فتلقوا الإجابة بأنهم "أمن دولة"، فقرر الوالد الذهاب فورًا إليهم ولكن قبل أن يتم ارتداء ملابسه تلاحقت الاتصالات من أكثر من فرعٍ في أكثر من منطقة، حتى اتضح أنها حملةٌ متكاملةٌ على كلِّ الفروع، وتقريبًا في نفس التوقيت، حتى إنَّ الوالدَ لم يعد يعرف أي فرعٍ من هذه الفروع عليه أن يذهب إليه!! ..         ويستطرد: في حدود الثالثة صباحًا كانت قوات الأمن قد وصلت إلى المركز الرئيسي في السيدة زينب، ورأى الوالد أنَّ الأفضل أن يذهب هناك بنفسه لإعطائهم المفاتيح حتى لا يقوموا بالكسر والتخريب.

 

وعقَّبت زوجته قائلةً: إنَّ الصبرَ على البلاء من شيم المؤمنين، وإنَّ هذه الأيام من الأيام التي يتضاعف فيها الأجر والثواب، وعلى قدرِ البلاء يكون الأجر، وأوضحت أنَّ زوجها يتميز بهدؤه وصبره وقدرته العالية على التسامح والعفو عمَّن يُسيء إليه، بالإضافة إلى أنه يحترم الجميع كبيرًا وصغيرًا، ويسعى دائمًا لقضاءِ حوائج الناس، كما أنه عفُّ اللسان وفيض من الحب والحنان مع أبنائه.

      وعن ردِّ فعل الجيران والأقارب تجيب أم إسماعيل (الزوجة) بثقةٍ: إن الجيران جميعًا مستوعبون الحقيقة، ومتعاطفين بشدة، ولم يخف أحدٌ من زيارتنا أو الاتصال بنا، بل على العكس بعض الجيران الذين كانت علاقتهم بنا سطحية زارونا وعرضوا علينا أن يكونوا في خدمتنا إذا احتجنا أي شيء، وحتى جيراننا الأقباط كانوا في غايةِ الغضب لما حدث وأشادوا بأخلاقه وأنهم لم يجدوا منه إلا كل ذوق وأدب وحسن عشرة على مدى عشرين سنة.

 

وتطمئن هبة الوالدة بقولها إنَّ الوالد علَّمهم تحمل المسئولية والالتزام بالواجبات، وإن هذه الظروف الاستثنائية لن تُؤثر في أدائهم الدراسي، وأنه أوصاها بأن تستمرَّ الحياة في مسارها الطبيعي، وأن الصغيرات سيخرجن في العيدِ كما عودهن الوالد، وإن كانت لم تنفِ أنه سيظل حزن يسكن القلب نتيجة افتقادهم لوجودِ والدهم معهم، وأنهم سيحرصون على إعداد أخبار مفرحة ليخبروه بها عند زيارته.

 

حوار من بيت معتقل

جمال شعبان

الأستاذ جمال شعبان المدير المالي لشركة المهندس خيرت الشاطر والذي تم اعتقاله من مقر الشركة ومأظنش أن كان فيه إذن نيابة مسبق بالقبض عليه لأن أمن الدولة فوجئ بيه داخل مقر الشركة لأنه كان بينام كمان فيها لأنه ليس له سكن في القاهرة.

الأسرة :

السيدة أماني إبراهيم أحمد ... زوجة أ / جمال محمود شعبان

الأسرة 6 أفراد الأم و الأب و أربع أولاد ... إسراء 13 سنة الصف السادس ... خالد 12 سنة الصف السادس ... عمرو 9 سنوات الصف الثاني ... حمزة 5 سنوات Kg1

الأستاذ جمال محمود شعبان 43 سنة بكالوريوس تجارة 1989 و بكالوريوس شريعة و قانون 2005م.

العمل محاسب بعدة شركات بالإسكندرية ثم انتقل للعمل كمحاسب بالقاهرة

ما هو سبب انتقاله إلى القاهرة ؟

مع وصول الطفل الرابع زادت نفقات الأسرة و أعباء أ / جمال المالية و عدم استقرار عمله في الإسكندرية و ضعف الدخل اضطره للسفر للعمل في العاصمة للحصول على دخل أكبر يكفي نفقات الأسرة .

هل كان عمله في القاهرة يفي باحتياجات الأسرة ؟

في الواقع بالكاد توفير مصاريف مدارس الأربع أطفال و المتطلبات المعيشية مع الغلاء .. و ذلك جعله يستبعد اصطحابنا في القاهرة لتوفير النفقات .

هل كان عمله في القاهرة سبب في حرمانكم منه؟

طبعا بعض الشيء ولكنه كان حريص على النزول في الإجازة الأسبوعية وإن كان يمثل إرهاقا عليه أن يأتي يوم الخميس بالليل ويسافر في صباح السبت

تم اعتقاله من مكتب الشركة ؟ فهل كان سهران أو اعتاد البيات في المكتب ؟

اعتاد البيات منذ عدة أشهر في مكتب الشركة .

لماذا ؟

كان عمله في القاهرة مرهق و أعباؤه كثيرة و كان يتطلب منه السهر وفي نفس الوقت الالتزام بالحضور المبكر و كان السكن المجمع الذي يعيش فيه بعيد عن الشركة فكان يضطر معظم الأيام البيات في المكتب.

هل هذه أول مرة يتم اعتقال زوجك فيها ؟

لا ثان مرة ، أول مرة كانت سنة 1994 تم اعتقاله من البيت لمدة شهرين بلا سبب معروف أو أي تهمة .

تعليق أحد الجيران : هم الأمن بياخدوا الناس الكويسه و يسيبوا بتوع المخدرات و تجارها في الشارع في وضح النهار .

كيف ستديرون أحوالكم في غياب عائل الأسرة ؟

طبعاً مشكلة نفقات أسرة بها أ{بع أولاد يحتاجون مصاريف دراسية و متطلبات حياتية في ظل الغلاء الذي نعيشه و لكن سنجد معونة من عائلة أ / جمال لحين عودته لنا ويبقى غيابه عنا وما يمثله من دعم معنوي لأبنائه في الدراسة مشكلة و أزمة أكبر من الماديات .

سؤال دائم من الأبناء على والدهم، عدم الحماسة للمذاكرة في ظل غياب الوالد ، الابن الأصغر يسأل على الوالد فور استيقاظه يومياً لأنه الأكثر تعلقاً به .

الحادث صعب جدا على الأولاد خاصة فترة دخول الامتحانات ولدي طفلين في الصف السادس .

أكثر ما يؤلمني سؤال الطفل الأصغر لموعد قدوم والده وانتظاره وحساب الأيام لأنه يمني نفسه أنه سيأتي يوم الخميس وشعور الابنة الكبيرة إسراء بالظلم الواقع على والدها وأسرتها بدون ذنب أو جريرة وعجزها عن رفع هذا الظلم .

فأقول حسبي الله و نعم الوكيل في كل من كان سبباً في ظلمنا و إيذائنا

*******


آراء وتحليلات... آراء وتحليلات... آراء وتحليلات... آراء وتحليلات... آراء وتحليلات... آراء وتحليلات... آراء وتحليلات

 

لمصلحة مَن يحدث هذا؟

 بقلم: أ.د/ عبد الحميد الغزالي

يقول الحق تبارك وتعالى: ﴿ الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ، فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيم، إِنَّمَا ذَلِكُمْ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِي إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ (آل عمران 173-175 ) .

نعم.. لن يُخيفَنا هذا الاعتقالُ الظالمُ لأشرف أبناء هذا الوطن، ولن يثنِيَنا عن المضيِّ في رسالتنا هذا التخريبُ الآثمُ لمؤسسات بعضهم، ولن ترهبَنا هذه الهجمةُ الشرسةُ من أجهزة الإعلام الرسمية المقروءة والمسموعة والمرئية، فالجميع- وعلى رأسهم النظام وأجهزته الأمنية والتنفيذية- يعلم يقينًا أن صفحتنا ناصعةُ البياض، وأننا ندعو إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة، لا نريد إلا الخير كلَّ الخير لوطننا وأمتنا، ولا ندَّعي احتكارَ الحقيقة الإسلامية، وننبذُ العنف والإرهاب، ونعتمدُ الوسطية والاعتدال في كل أمورنا، كثابتٍ من ثوابتنا وليس تقيةً أو خوفًا من أحدٍ، ونريدُ أن نشارك ولا نغالِب في الحياة العامة، ليس لدُنيا نُصيبها، ولكن لإيماننا بأنَّ إسلامَنا العظيمَ دينُ ونظامُ حياةٍ شاملٌ وكاملٌ، ولأنَّ رسولنا- صلوات الله وسلامه عليه- أمرنا بأن نهتم بأمر إخواننا في قوله: "مَن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم".

      ومع ذلك يحدث لنا ما حدث وما زال يحدث، من اعتقالاتٍ ظالمة، وإغلاق مؤسسات أعضائنا، ومصادرة أموالهم وأجهزتهم.

      هذا بالإضافةِ إلى هجمةِ افتراءاتٍ واضحة وأكاذيب فاضحة على فكرنا وسلوكنا، وكأنَّ هذه الحملة مبيَّتة بليل، ومخطَّطة بخبث، اتخذت حدثًا بسيطًا في داخلِ جامعة الأزهر تكئةً لكي تبدأ، ومبررًا لكي تستمر، والجميع يعلم أن حادث الأزهر قام به عددٌ من طلاب التربية الرياضية، أثناء اعتصام الطلاب؛ احتجاجًا على فصل إدارة الجامعة بعضَ زملائهم الذين شاركوا في انتخابات اتحادهم الحرّ، بعد أن مُنِعوا من ممارسة حقهم، بالشطب من الترشيح لانتخابات الاتحاد الرسمي، فكان الحادث "إسكتشًا" أو عرضًا رياضيًّا لم ينجم عنه إصابةُ أحد أو تدميرُ شيء، وما كان للطلاب أن يعتذروا عنه، ولكنهم اعتذروا، وما كان للإخوان أن يعتذروا عنه، ولكنهم اعتذروا واستنكروا، وقلنا إننا نرفض بالتأكيد هذا الشكل من التعبير الذي لا يتسق مع مبادئنا، ولا يتمشَّى مع ثوابتنا، ومع ذلك اعتُقل نحو 140 طالبًا و16 قياديًّا من قيادات الجماعة، منهم 6 أساتذة جامعة، كل ذلك قبل امتحانات الفصل الأول من العام الدراسي بأيام!!.

      ثم بعد ذلك القبض على 25 عضوًا من الجماعة، على رأسهم 5 من كبار رجال الأعمال الناجحين في أعمالهم، المساهمين بحب وإخلاص في بناء اقتصاد وطننا، وتم غلْق مؤسساتهم ومصادرة ما وُجد من أموال وأجهزة حاسبات، وما يستتبع ذلك من تشريد مئات العاملين، وتهديد مئات الأُسَر في أرزاقهم !!.

      وكل عاقل في هذا الوطن يتساءل: لمصلحة مَن يحدث كل هذا الظلم؟! وما هدف كل هذا الغبن الذي يقع ليل نهار على هذه الجماعة شديدة المسئولية وشديدة الوسطية والاعتدال وشديدة الحب والإخلاص لدينها ووطنها وأمتها؟! ولماذا هذه الهجمة الشرسة على أبنائها الشرفاء؟! ولماذا كل هذا التدمير والتخريب لمؤسساتهم ولمصالحهم.. بل لحياتهم؟! ألم يكن من الأجدى والأسلم والأوفق أن يوجَّه هذا الجهد الأمني لحماية الوطن في الداخل والخارج، ولا أقول رعاية هذه المؤسسات التي تساهم بجدية والتزام في العملية الإنتاجية لهذا الوطن، وفي تنمية اقتصاده؟!

أين كان الأمن عندما ضُرِب أبناؤنا الطلاب بجامعة عين شمس بالجنازير والأسلحة البيضاء على مرأى ومسمع من حرس الجامعة؟!

أين كان الأمن عندما انتُهِك عرضُ فتياتنا في مظاهرة القضاة، وفي وسط العاصمة في وضح النهار؟!

أين كان الأمن عندنا ضُرب أبناؤنا بكل الأسلحة، بما في ذلك الأسلحة النارية في انتخابات مجلس الشعب الأخيرة، وبالذات الجولة الثانية من المرحلة الثالثة، بل ضُرب بعضُ القضاة الشرفاء، ثم ضُرب أحدُهم في مظاهرة القضاة بالحِذاء؟!

أين كان الأمن عندما انتُهكت أعراضُ بعض أبناء هذا الوطن في أقسام الشرطة؟!

أسئلة كثيرة كثيرة تشير إلى ما يتعرض له الوطن من انتهاكات لحرماته وامتهانات لحقوقه ليل نهار في غياب واضح للأمن، أو اشتراك مباشر وسافر من قبله!!

أعود وأتساءل: لمصلحة مَن؟! وما الهدف من هذا الظلم الفادح؟!

 أهي طريقة النظام لصرف الناس عما يعانونه من مشكلات الفقر والبطالة وارتفاع الأسعار وتفاقم تكاليف المعيشة؟!

أهي وسيلة النظام لإلهاء الناس عن ثقافة الفساد المنتشرة في كل مؤسسات وكل نشاط لصالح المنتفعين من قياداته ورجال أعماله؟!

أهي الوصفة السحرية الغبية لتمرير التعديلات الدستورية التي تكرِّس استمرار النظام في اغتصاب السلطة وتوريثها؟!

أم هي الطريقة المثلى لتغييب عقل المواطن ووجدانه عن الكوارث المستمرة التي يئنُّ منها الوطن والمواطن، ابتداءً من قصر الثقافة ببني سويف، وعبَّارة الفساد والقطارات، وانتهاءً بحادثة بني مزار وكنيسة الإسكندرية وأطفال الشوارع، التي راح ضحيتها الكثيرُ والكثيرُ من الأبرياء؟!

أم هي الوسيلة العملية لإلهاء الناس عن المواقف الرسمية المُخزية في الخارج من قضايا فلسطين، ولبنان، والعراق، والصومال؟!

أم هي الطريقة المثلى لاعتبار الجماعة فزَّاعةً في الداخل وفي الخارج، حتى يظلَّ النظام مغتصبًا السلطة، ومؤيَّدًا من أعداء هذا الوطن؟!

وأيًّا كان الهدف فهو بالقطع ظالم ظالم وغير شريف، نتيجته الفاضحة هي المساهمة في مزيد من تخريب تماسك هذا المجتمع، ومزيد من تدمير اقتصاده، ويصبُّ في النهاية لصالح أعداء هذا الوطن الحبيب.. بإضعاف منظَّم وشرِّير لمصر داخليًّا، وبإضعاف منظَّم وشرِّير لمكانتها ومكانها في هذه المنطقة من العالم، وإن كان النظام يدري بهذا فتلك مصيبة عظمى، وإن كان لا يدري فالمصيبة بالقطع أعظم!! وصدق الحق تبارك وتعالى إذ يقول: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ، أَلا إِنَّهُمْ هُمْ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ﴾(البقرة 11-12).

 فهل يعيد النظام التفكير في خططه المخرِّبة؟! .. وهل يعي خطورة المرحلة التي تمر بها مصرنا؟! .. وهل يحاول أن يرى ما جرَّته علينا سياساته الخرقاء، من كوارث في الداخل، ومن تآكل لدورنا ومصداقيتنا ومكانتنا في الخارج؟!

      إن كل عاقل في هذا الوطن الحبيب- وجلّ مواطنيه عقلاء، بدليل صبرهم واحتسابهم الذي لا نظير له بين الأمم،  لَيرجو من الله تعالى أن يراجع النظامُ سياساته التخريبية، ويَرجع عن انتهاكاته التدميرية، التي لا تخدم أحدًا، بما في ذلك قيادات النظام نفسه.

كما يأمل هذا العاقل من النظام أن يتخلَّى نهائيًّا عن أسلوبه الأمني الظالم ونظرته المخرِّبة لفصيل أساسي من فصائل هذا المجتمع، ومن أشدِّ أبناء هذا الوطن حبًّا لوطنه وأمته وإخلاصًا لتقدمها ورفعتها، وأن يتصالح مع جميع فصائل هذا الوطن على أساس متين من هويتنا التي تعلي الشورى والديمقراطية والحرية والعدل كطريقٍ وحيدة لخير هذا الوطن وتقدمه.. وليتذكر أقطاب هذا النظام وقياداته قول الحق تبارك وتعالى: ﴿وَعَنَتْ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا، وَمَنْ يَعْمَلْ مِنْ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا يَخَافُ ظُلْمًا وَلا هَضْمًا ﴾(طه 111-112) .. وقوله جل وعلا:﴿وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ ﴾ ( إبراهيم42) صدق الله العظيم.

وقفات مع أحداث جامعة الأزهر

 - وليد شلبي

وهنا لنا عدة وقفات مع عموم الإخوان للتذكرة والتواصي وحسب ، فمنذ بداية الأزمة وموقف الإخوان واضح وجلي وأعلنوا رفضهم التام لما حدث واعتذر الطلاب واعتذر العديد من رموز الإخوان وقياداتهم .

ولنا هنا وقفة مفصلية ، فإنه ليحق لكم معشر الإخوان أن تفخروا بقيادتكم لعدم مكابرتها واعترافها بخطأ حدث من بعض المنتسبين إليها واعتذار أكثر من شخصية قيادية عما حدث مفخرة كبيرة لنا ، وهذا هو الفرق الكبير بين الإخوان وغيرهم.

وهذا الفرق بين من يعمل لله وحده ومن يعمل لغرض دنيوي زائل.

وهذه هي تربية الإخوان التي وضحت في عدم المكابرة والتبرير واختلاق الأعذار ولكن اعترفوا بخطأ من قام بهذا الفعل في وقته وقبل أي أحد أخر.

وهذا مفهوم تربوي أرساه الإخوان في نفوسهم قبل أن يطبقوه على واقعهم.

ويا ليت من يتشدقون الآن على القيم والمثل العليا ينبتون ببنت شفه عما ارتُكب من جرائم في حق الوطن ولم يعتذر عنها أحد.

ونوجه لهم سؤال بسيط : هل ما فعله الطلاب يستحق كل هذه الحملة خصوصا إذا ما قارناه بما يفعله أباطرة البلطجة والفساد في كل مكان بداية من المصالح الحكومية و حتى الشوارع؟ .

وأين من سرقوا أموال الشعب وهربوها ومن قتلوا مئات الأبرياء ومن تسببوا في نشر الأمراض بالمجتمع ومن زوروا إرادة الأمة وشوهوا وجهها أمام العالم كله.في مختلف المجالات.؟ .. وأين الفاعلين الحقيقيين لحادثة بني مزار ؟ ... وأين اللصوص الحقيقيين لإرادة الشعب ومقدراته ؟

وأعتقد أنه ليس بخافيا على أحد الآن السبب الحقيقي وراء هذه الأزمة وتكبيرها وإعطاءها أكبر من حجمها وأعتقد أنه ينبغي التركيز على الأسباب والدوافع الحقيقية للأزمة وليكن لدى من يقود هذه الحملة الشعواء من الجراءة والشجاعة الكافية ليعلن عن الأسباب الحقيقة وراء الحملة ولا يتستر خلف ستر  واهية لا تقنع أي عاقل.

ولنا وقفة أيضا مع  من يزايد على مصلحة الوطن وأن هذه التدريبات تهدد الأمن القومي للبلاد ونذكره بما فعله الإخوان للأمن القومي عند احتلال مصر، وأين كان هو حين كانت أرض مصر الطيبة تروى بدماء الإخوان في القناة وفي شتى أنحاء البلاد. إن ما قدمه الإخوان لمصر ليس مجال مزايدة رخيصة من بعض المنتفعين ولكن التاريخ يكتبها بأحرف من نور وجزاؤهم عند ربهم بإذنه تعالى.

ولعل ما ينبغي التركيز عليه في هذه الأثناء هو ما يلاقيه الإخوان من تعب ونصب في السيطرة على الشباب وترويضهم وتقليل حماسهم واندفاعهم،  ويربونهم على مناهجهم الوسطية المعتدلة ، ولو أن قوة غير الإخوان لديها هذا العدد الكبير من الطلاب في مختلف الجامعات لما استطاعت السيطرة عليه وتوجيهه ، أفحين يصدر عنهم فعل اعتذروا عنه نذبحهم ونهدد مستقبلهم ونهددهم بالويل والثبور وعظائم الأمور.

لندرك أيها الإخوان أنها محنة وستمر كغيرها من المحن، ولكن سيبقى أداؤكم شاهدا عليكم وعلى هذا العصر.

فلتثبتوا في وجه الهجمة الإعلامية المستهدفة لكم ولتسألوا أنفسكم والتاريخ أين من قادوا الحملات الإعلامية الشعواء السابقة من عشرات السنين ، أين هم وأين أنتم ، وليس خافيا على أحد اعتذار بعض كبار الإعلاميين عما قالوا  واقترفوا في حق الإخوان.

فاصبروا وصابروا و ليرى الله منكم خيرا بعملكم وفهمكم وبعدم إحداثكم ما يحمل الجماعة أعباء فوق أعبائها.

وليستشعر كل منا مسؤوليته الفردية ومقدار ما يمكن أن يسببه فرد بتصرف غير محسوب للجماعة كلها. ولنتحلى بضبط النفس والثقة التامة في تأييد الله لنا إذا أخلصنا نياتنا وتوجهاتنا له سبحانه. 

ولنعمل على استخلاص العبر والدروس من الأزمة، ثم دراسة الأسباب والنتائج بعد ذلك.

ولابد لنا من وقفه مع شهادات المنصفين من الكتاب والمثقفين من هذه الأزمة وبيانهم لمدى التجني والظلم الذي وقع ويقع على الإخوان ، ووصل الأمر إلى حد منع كتابات بعض كبار الكتاب من النشر ولم نجد من يدين هذا التصرف ويدافع عن حرية التعبير والإبداع معتبرين أن الإبداع لا يكون إلا في الثوابت الدينية والمقدسات الإسلامية من شخصيات ونصوص.

لنستثمر أيها الإخوان الأزمة ونجعلها نقطة انطلاق نحو مزيد من الانفتاح على المجتمع ولنعطيه القدوة من أنفسنا ولنريه الصورة الحقيقة للإخوان ومنهجهم ولندحض التهم والافتراءات بالعمل الجاد والحثيث ولنعطي من أنفسنا القدوة الصالحة للإخوان فهما وعلما وعملا.

فاصبروا وصابروا والله معكم ولن يتركم أعمالكم.

*******

من بريء غائب إلى حكومة ظالمة..

هل غسل أموال أم غسل الضمائر؟

د. أحمد عبد العاطي- مدير بشركة حياة للأدوية- ahmedatty2003@yahoo.com

فاجأنا النظام المصري الأمني الهمام بحملة أمنية جديدة على جماعة الإخوان المسلمين وبعض رجال الأعمال ومؤسساتهم الناجحة في إطار خطةٍ منظمةٍ لتشويه صورة الجماعة ورموزها المجتمعية المحترمة واستمرارًا لمسلسل تصفية حساباتٍ سياسيةٍ على خلفية السقوط المستمر للنظام وأجهزته على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في وقتٍ تزداد فيه أسهم الجماعة ومشروعها الإصلاحي وتكتسب المزيد من الدعم الشعبي الجماهيري والمساحة في الخريطة السياسية والتنفيذية عبر صناديق الانتخاب ومن خلال المؤسسات، وفي مقدمتها البرلمان المصري.

وسأناقش هنا عدة نقاط باعتباري واحدًا من هؤلاء الذين أضيروا أدبيًّا وماديًّا من جرَّاء هذا الجرم السياسي الذي اقترفه النظام وأراد أن يُغلفه بشكلٍ قانوني وتنوع في اتهامات باطلة... وتأتي المناقشة بصفتي:

أولاً: واحدًا من أبناء هذه الدعوة المباركة التي تقوم على تربية أفرادها وتحصينهم بمبادئ الأخلاق وحثهم على النجاح في مجالات الحياة كجزءٍ من شمولية هذا الدين الإسلامي العظيم الذي نتشرف بحمل رسالته السمحة للعالمين والتي تكتسب جماهيريتها ومشروعيتها من حصاد حسن السمعة والتواصل المجتمعي.

      وثانيًا: بصفتي مديرًا لشركة (حياة للأدوية)، وهي إحدى الشركات المغلوقة والمتحفظ على مقتنياتها والمشرد موظفوها والمتضررة ماديًّا وأدبيًّا.

(حياة) الحلم الذي بدأناه

التقينا كمجموعةٍ من شباب الأطباء والصيادلة على فكرةِ المساهمة في إنماءِ اقتصاد هذا البلد الحبيب مصر الذي تربينا فيه وتعلمنا في جامعاته، وتعاوننا مع الغير في إقامةِ العديد من مشروعات الدواء الناجحة على أرضه مما أكسبنا بفضل الله المهارات الفنية اللازمة للقيام بمشروع الشركة، والتي ارتأينا أنه دَينٌ للوطن في أعناقنا أن يمتلك أبناؤه مشروعًا لصناعةِ الدواء للمريض المصري المعدم بأيدٍ وتقنيات مصرية خالصة.

(حياة) حقائق وأرقام

- شركة مساهمة مصرية قائمة ومشهرة طبقًا للقوانين المصرية، وهي أعلى نوعٍ من الشركات في قانونيتها ورقابة أجهزة الدولة عليها ومساءلة المساهمين لها.

- شركة بادئة منذ عامٍ تشقُّ طريقها في عالمِ تسجيل الأدوية وتصنيعها لم تُسوق منتجًا واحدًا بالسوق المصري بعد، ولم تدر دخلاً، وإنما تقوم حاليًا على التأسيس للعمل من خلال تسجيلِ مستحضراتها طبقًا لقواعد التسجيل الطويلة والعقيمة التي يفرضها القانون المصري- بعيدًا عن الطرق المشبوهة والملتوية التي يسلكها البعض- وتنفق على ذلك من قيمةِ أسهم أصحابها طبقًا لطبيعةِ مرحلة الإنشاء في أي شركةٍ، وبالتالي تدخل مصروفاتها حاليًا تحت بند الخسائر للسنة المالية الأولى.

- لا تمتلك الشركة في أرصدتها إلا مبلغًا لا يكفي لتسجيل  أكثر من 4 منتجاتٍ صيدلانية طبقًا لقواعد ودراسات التسجيل ورسوم وزارة الصحة المصرية.

- الشركة بها 5 من الموظفين ليسوا من الإخوان المسلمين، ولكنهم من الشباب المصري الكفء الطامح في فرصة عمل والذي يعاني أفراده من بطالةٍ خانقةٍ.

- الشركة كانت تستعد لإصدار أول ميزانيةٍ لها عقب انتهاء العام المالي الحالي ديسمبر 2006م.

 

تهم باطلة وإفك دُبِّر بليل

أثناء مهمة عمل لي خارج البلاد جاءتني أخبار الحملة الأمنية الظالمة على شركتنا وقيام مباحث أمن الدولة (وهي الجهة غير المعنية بالنشاط الاقتصادي) بالسطو على مكتب الشركة وحمل كل الأوراق والمستندات والأجهزة الموجودة بمقرِّ الشركة واقتياد أحد مديري الشركة ومؤسسيها (د. محمد حافظ) للتحقيق معه وتوجيه التهم الباطلة له ثم حبسه، والتشهير بالشركةِ في وسائل الإعلام المختلفة دون حتى الانتظار للتحقق من مصداقية التهم الملفقة التي حاكوها؛ ولأنَّ تهمةَ غسل الأموال هذه إفكٌ جديدٌ لم نعتد عليه من زبانيةِ التعذيب والتلفيق، فقد آثرتُ أن أطلع على القانون الخاص به، وهو قانون رقم 80 لسنة 2002م فوجدتُ أنَّ القانونَ ينص في مادته الثانية على أنه معنى بالآتي من الجرائم:

 (المخدرات- خطف وسائل النقل- الإرهاب- تهريب الأسلحة والذخائر- سرقة الأموال- أعمال الفجور والدعارة- سرقة الآثار- جرائم البيئة والنفايات)، وأنا أريد أن يُجيبني عاقل أو منصف أي هذه الجرائم تُوجه لنا؟ وما أدلتها؟ وما الإطار القانوني للتصرف حيالها؟

      وكلها نحن أبعد ما نكون عنها، بل نعفُّ أن نتحدث عن فاعليها- وهم معروفون للجميع؟-

أما ما يُقال عن أننا ندير أعمالنا لتوظيف أموال الإخوان من الداخل أو من الخارج فهذه تهم عارية من الصحة وباطلٌ ما فيها، وإليكم الدلائل:

1- كل جنيه يُوضع في رأس مال الشركة أو يخرج منها له مستند مالي رسمي أو بنكي يخضع للمحاسبة الضريبية والمراجعة القانونية والميزانيات المشهرة.

2-بحسابات بسيطة نحن لم ننتج ولم نبع ولم نكسب، وبالتالي تطبيق مبدأ المحاسبة يسير جدًّا إذا ما أرادت أي جهةٍ رقابيةٍ متابعة نشاط الشركة، فكل ما كان لدينا من مستنداتٍ واضح ومتاح ويأتي تحت بند الإنفاق للتأسيس والتسجيل ودفع الرواتب للعاملين.

3- إذا طبقنا مبدأ من أين لك هذا؟ فلن يأخذ الأمر أكثر من بضع ساعات لمعرفة التاريخ المالي لكل المساهمين بالشركة؛ لأنه لا يرقى إلى رقمٍ صفري بجوار التسعةِ أصفار الموضوعة أمام حسابات مَن لفَّقوا القضية ومَن يحثونهم على ذلك!!

4- الإخوان ليسوا في حاجةٍ لهذا التهويل الأمني والإعلامي الممجوج؛ لأنه ببساطة ليس لديهم من الأموال ما ينفقونه ناهيك أن يستثمروه- وللأسف أقول على استحياءٍ إن أنشطة الجماعة القائمة على تبرعاتِ أفرادها الفردية أغلبها يتعثر أو يخرج بشكلٍ غير احترافي لضعف الإمكانات المادية، ولكن سمو الدعوة وإباءها يحول دون التحدث في مثل هذه الأمور، وقبل هذا كله وبعده فإن أستار قدرة الله عز وجل هي التي تنجز الأعمال لا ملياراتِ الجنيهات التي يخالها البعض لأنهم ببساطة ينفقون أضعافها على باطلهم بلا مردودٍ إلا المزيد من الفشل والسقوط.

5- أتحدى أن يكون هناك دليلٌ واحدٌ يربط بين المؤسسات الاقتصادية لأفرادٍ من الإخوان وبين أنشطةٍ دعويةٍ للجماعة عبر تاريخها الممتد.

6- من السفه أن يدَّعي البعض أن أنشطة الطلاب التي يديرونها بأنفسهم ومن مصروفهم الشخصي والتي لا تتعدى جنيهات (في شكل مطبوعاتٍ أو حفلات) هي من أرباحِ رجال الأعمال حتى نضرب المؤسسات الاقتصادية وندمر اقتصاد مصر ونرعب المستثمرين ونُخيفهم من دخول البلد في هذا الجوِّ من الإرهاب البوليسي.

 

غسل الأموال.. وغسل الضمائر

أيها السادة المسئولون عن هذا النظام المترنَّح نحن لا نغسل أموالاً بل نغسل وجوهنا بدموعِ الليل خشيةً من الله- لا تزكيةً لأنفسنا، ولكن هذا حقٌ رأيته من إخواني على طريق الدعوة-

ونغسل ضمائرنا من كلِّ ضغينةٍ لبني جلدتنا بل للبشريةِ جمعاء، كما قال الإمام الشهيد حسن البنا: "كونوا للناس كالشجر يرمونه بالحجر ويرميهم بأفضل الثمر"،

ونغسل أيدينا من أن تُؤذي بشرًا حتى أعداءنا جعلنا قتالهم بالحبِّ ودفاعًا عن الأوطان والأعراض، ونغسل أرجلنا من أن تمشي إلى باطل، ونغسل أفكارنا من أن تلوثها مناهج منحرفة شرقًا أو غربًا.

 

فهلا غسلتم أنتم كل حاجياتكم؟؟

- هل غسلتم أيديكم من دماء الإخوان والمعارضين الذين اغتلتموهم بدءًا من الإمام الشهيد حسن البنا ومرورًا بشهيد الظلال سيد قطب والشهيد كمال السنانيري وانتهاءً بشهداء الدعوة: مسعد قطب وأكرم زهيري ود. حسن الحيوان؟

- هل غسلتم أيديكم من شهداء عبَّارة الموت السلام 98 وتهريب صاحبها جهارًا نهارًا؟

- هل غسلتم أيديكم من شهداء الشعب المصري في انتخابات مجلس الشعب 2005م، وما قبلها؟

- هل غسلتم أيديكم من ملايين الضحايا الذين سقطوا نتاج المبيدات المسرطنة والبيئة الملوثة؟

- هل غسلتم أيديكم من ذنب عشرين ألفًا أو يزيد من المعتقلين السياسيين مات وشُل الكثيرُ منهم في معتقلات مصر اللاآدمية؟

- هل غسلتم أيديكم من عشرات الموتى ومليارات الجنيهات المفقودة في كارثة إنفلونزا الطيور التي فشلتم في مواجهتها؟

- هل غسلتم أيديكم من تسميم الحياة السياسية في مصر والانقلابات داخل الأحزاب والإطاحة بالمعارضين دون شرف؟

      وأخيرًا أقول لمَن يُصرُّ على حربِ الإخوان بتشويه صورتهم أو شل حركتهم أو إضعاف إمكاناتهم أو سجن رموزهم أو غلق مؤسسات أفرادهم: لن تُفلح جهودكم في أيٍّ مما سبق ولو طال بنا الأمد، ولن تجعل كل هذه المحن الإخوان إلا أشد عودًا وأكثر إصرارًا على الطريق الصحيح الذي اختاروه لأنفسهم، ولن تحرفنا هذه المهاترات عن الميدان الحقيقي للمواجهة مع العدو المتربص بأمتنا، وعلى بعد أمتار من بلادنا، ولن تجرنا مناوشاتكم إلى السقوطِ في مواجهة عنفكم بعنفٍ مضاد، كما ادعيتم زورًا وبهتانًا على طلاب الأزهر، وكما فعلتم بالمأجورين من البلطجية في انتخابات الطلاب بجامعة عين شمس.

      إنما نحن ماضون بإذن الله في طريق دعوتنا ذات الثوب الأبيض الناصع الذي طالما حافظنا عليه محتسبين كل ما نلاقي في الله وموقنين بأنَّ الله سيعوضنا خيرًا عمَّا سُلب منا في الدنيا قبل الآخرة ﴿إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ ﴾ (غافر 51 ).. ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ﴾ (يوسف: من الآية 21).

*******

براءة الإخوان ونصرهم ..

الأستاذ محمد القدوسى- موقع " المصريون "

الحرب الشرسة التى يخوضها النظام ضد الإخوان المسلمين، تؤكد أنهم انتصروا وانتهى الأمر، وعريضة الاتهام ـ أو عرائضه ـ قدمت لهم (على طبق من الصدق والصبر) براءة كانوا فى حاجة إليها.

وأبدأ بالبراءة، ذلك أن الضربات الأمنية والإعلامية، والحشد السياسى ضد الإخوان الذى وصل إلى درجة الإنذار شديد اللهجة على لسان الرئيس فى رسالته لتعديل الدستور، كلها أمور تنفى ما تردد عن وجود صفقة بين الإخوان والنظام موضوعها «ملف التوريث»، صفقة قيل إن الإخوان تعهدوا فيها بتأييد توريث الرئاسة لجمال مبارك، وترويج السيناريو الذى يستقر عليه النظام من السيناريوهات المطروحة للتوريث، مقابل أن يتاح لهم هامش أكبر من الحركة والمشاركة، وقيل إن النظام بدأ فى تسديد نصيبه من الصفقة فعلاً فى الانتخابات البرلمانية، حيث ترك الإخوان يتقدمون بدون مضايقات كبيرة، وهو زعم كان ما جرى فى الجولة الثالثة من الانتخابات كافياً لدحضه، لكن هواة «الحبكات البوليسية» كانوا يؤكدون أن الصفقة قائمة، وأن الإخوان استنفدوا نصيبهم المسموح به فى الجولتين الأولى والثانية، لهذا غلقت الأبواب فى الثالثة!

وتواصلت الأقاويل والمزاعم، التى كان الترويج لها مطلوباً من جانب النظام ولصالحه، لدرجة أنها نوقشت فى برامج تليفزيونية، وظلت تقفز بين آن وآخر إلى العناوين الرئيسية لصحف النظام الحكومية والحزبية والمستقلة، على نحو كان المطلوب منه هو «وصم» الإخوان بهذه الصفقة، وتطور الأمر ـ والأمور دائماً تتطور ـ وعلى طريقة جحا الذى أراد التخلص من ضجيج الصبيان فكذب عليهم قائلاً إن هناك عرساً ووليمة كبيرة فى آخر البلد، فلما انتشرت الكذبة ورأى الناس كلهم يهرولون إلى العرس، صدق كذبته وهرول هو الآخر معهم!

على طريقة جحا هذه صدقت بعض صحف النظام التى روجت الكذبة أن هناك صفقة فعلاً، وأصابها الرعب من إمكانية أن يلتقى الإخوان والنظام ولو على صفقة، ذلك أن «الجيش العرمرم في الشارع»* ـ ممثلاً فى الإخوان ـ لو التقى «الجيش العرمرم فى السلطة»* فلن يعوقه عائق ولن يقوى أحد على الوقوف فى طريقه، خاصة هؤلاء الذين لا عمل لهم إلا جمع فتات النظام وبقايا مائدته.

هذا الرعب أدى إلى زيادة الإلحاح على موضوع الصفقة، بالكتابة عنها، وإجراء حوارات وتدبيج أخبار حولها، لا على طريقة من يريد النشر فحسب، بل من يعتقد أن هناك صفقة فعلاً ويخشاها ويسعى إلى إفسادها. وأدى نشاط «المرعوبين» فى ترويج كذبة الصفقة إلى أن بعض الأطراف الوطنية شكت فى أنه ربما كانت هناك صفقة فعلاً، وراحت ـ بنزاهة ـ تؤدى واجبها النقدى طبقاً لما ترامى إليها من أخبار، وأدى نقد هذه الأطراف ـ الموثوقة ـ إلى مزيد من شيوع كذبة «الصفقة» التى أصبح الحديث عنها أحد ثوابت الجدل السياسى فى مصر لشهور طويلة.

ثم جاءت الحرب الأمنية الإعلامية السياسية الشاملة ضد الإخوان لتبدد الكذبة، لتبخرها كالندى تحت أشعة الشمس، ولا يبقى منها إلا الإدانة الواضحة لكل من روجوها بسوء نية، ولكل «جحا» أصابه الرعب منها فراح يحاول إفسادها. إن قميص الإخوان ـ وقد قُدَّ من دبر ـ يشهد بأن هذه الصفقة لم تبرم قط، أقول لم تبرم، وأعلم أنها عُرِضت، لكن الإخوان لم يقبلوها، فهم جماعة لها منهج فكرى وعقائدى يلزم أكبر كبير فيها أمام أصغر أعضائها، وهى حقيقة لا يصلح معها أن تقدم الجماعة على عقد صفقات «طيارى» تناقض أفكارها ومبادئها، ذلك أنها لو فعلت ستنهار فعلاً بعد أن يفقد أعضاؤها الثقة فيها، وتصبح ـ ويصبحون ـ مضغة فى الأفواه.

ممارسة ألاعيب السياسة وتلاعباتها هو ما يهدم أى تنظيم عقائدى، أما الضربات والحروب فتبنيه وتقويه، والشاهد الحى على هذا هو الإخوان أنفسهم، الذين لم يبق من كل المختلفين معهم وخصومهم وأعدائهم منذ الثلاثينيات إلى الآن إلا هؤلاء الذين امتلكوا رؤية فكرية وعقائدية مقابلة، أما جنرالات السياسة والرياسة والوزارة والملك والمال فلم يبق منهم إلا الورق الجاف و«فراكة الجلد» التى يكفى قليل من الماء الدافئ لدفعها إلى «البلاعة» حيث مستقرها الأخير.

سيبقى الإخوان، سيزيد عددهم وقوتهم، كما زادوا عددا وعدة مع كل عصف وعسف تعرضوا له من قبل، سيبقون لأن الأفكار هى التى تبقى، ولأن من يقود الهجوم ضدهم «أبيض يا ورد»، بلا منهج ولا رؤية ولا فكرة، أما أصحاب الأفكار (أو من كانوا أصحاب أفكار) الذين اعتقدوا أن الحرب التى يشنها النظام فرصة للتخلص من الإخوان، وراحوا ـ بانتهازية ـ يحطبون فى حبل النظام، فقد أضاعوا الثقة فيهم وفى أفكارهم، ولم يبق منهم إلا الانتهازية وصمة لا يمحوها الدهر، الذى أسقط من حساباته رجالاً كانوا أشد بأساً وأرجح عقلاً، لكنهم ناوروا وزايدوا وانضموا إلى عسكر السلطان فسقطوا، ولم يعد أحد يصدق ما يقولونه عن الحرية التى تتسع لكل رأى، ولا عن الأفكار التى تقارع بالأفكار، وهم يرونهم يطبلون للديكتاتورية، يرقصون للسجان ويشمتون فى المساجين. ولم يعد أحد يصدقهم وهم يدعون أنهم ماركسيون أو يساريون، بينما هم يضعون أيديهم فى يد من يذبحون الطبقة العاملة، ولا أنهم قوميون وهم يرونهم يحالفون حلفاء «العدو الصهيونى». ذهبوا جميعاً وعاشت الأفكار، عاش الأصلاء والصادقون وحدهم من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، عاش من يدفع من دمه ضريبة رأيه، ومن يعش كل لحظة من حياته وكأنها اللحظة الأخيرة، لهذا بقى الإخوان وسيبقون، والإمام على بن أبى طالب يقول «بقية السيف أنمى» ولعلكم لاحظتم كيف حصد هذا الجيل من الإخوان فى الانتخابات البرلمانية والنقابية ما زرعته الأجيال السابقة بدمها، وسيحصد الجيل القادم ما زرعه هذا الجيل.

اختلف مع الشجرة، لكنك لن تستطيع أن تبيدها، قل إنك لا تحب شوكها، واكشف ما فى ساقها من التواء وفروعها من عجف، ابتعد عنها أو أبعدها عنك، هذا كله من حقك، لكن اعلم أن الأشجار ستبقى، وتلقى بذورها على الأرض لتطرح شجراً يشبهها شوكاً وورداً، أما المزابل فلن يبقى منها حتى النتن!

*******

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى أله وصحبه أجمعين

والله أكبر ولله الحمد